تقترب منافسات الدوري الإسباني من نهايتها، ولم يتبقَّ سوى جولة واحدة لحسم بعض الجبهات المفتوحة، من بينها بطاقة التأهل إلى الدوري الأوروبي، وأخرى إلى دوري المؤتمر، بالإضافة إلى معركة الهبوط إلى الدرجة الثانية. ورغم أن برشلونة تُوّج رسمياً بلقب «الليغا» قبل مرحلتين من النهاية، فإن هذا التتويج كان سيتغير تماماً في حال غابت تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) عن المباريات.
وبحسب صحيفة «آس» الإسبانية، فإن جدول الترتيب كان سيشهد تحولاً جذرياً دون تدخلات تقنية الفيديو؛ إذ كان ريال مدريد سيتصدر بفارق ثماني نقاط عن برشلونة، بعدما أثرت قرارات الـ«VAR» سلباً على النادي الملكي عبر سحب سبع نقاط من رصيده، في حين استفاد برشلونة من التقنية بتحقيق خمس نقاط إضافية. هذه الأرقام كانت كفيلة بقلب موازين الصدارة وتغيير هوية البطل.
تأثير تقنية الفيديو لم يقتصر على القمة، بل امتد إلى القاع أيضاً. فوفقاً لنفس التقديرات، كان ريال بلد الوليد وليغانيس قد تأكدا من الهبوط رسمياً، في حين كانت المنافسة على آخر مقعد للنجاة محصورة بين مايوركا ولاس بالماس. أما في الواقع، فإن الصراع الدائر حالياً على البقاء يشمل إسبانيول وليغانيس، مما يُظهر مدى تأثير هذه التقنية على مصير الأندية.
وذكرت «آس» أبرز الحالات التحكيمية التي غيّرت مجرى المباريات على حد تعبيرها، وقالت إن برشلونة استفاد في عدة مناسبات من إلغاء أهداف للمنافسين بداعي التسلل، أبرزها أمام إسبانيول حيث تم إلغاء هدفين، وكذلك في مباراة ريال سوسييداد التي شهدت إلغاء هدف دقيق جداً لليفاندوفسكي بداعي التسلل. وفي مواجهته ضد رايو فايكانو، حصل برشلونة على ركلة جزاء بعد تدخل قوي على إينيغو مارتينيز، سجلها ليفاندوفسكي ليحقق الفريق انتصاراً صعباً.
أما ريال مدريد، فقد تأثر في مواجهات حاسمة، مثل مباراة الديربي أمام أتلتيكو، حيث تم احتساب ركلة جزاء ضد تشواميني بعد تدخل من الفيديو؛ ما أدى إلى تعادل الفريقين. كما أُلغيت أهداف له في مناسبات عدة بسبب أخطاء تحكيمية رُصدت بالفيديو، مثل هدف ضد أوساسونا كان سيمنحه ثلاث نقاط ثمينة.
وأضافت أن مايوركا استفاد هو الآخر من مراجعة ركلة جزاء ضد ريال سوسييداد بعد لمسة يد داخل المنطقة، كما منحت التقنية الفريق ركلة جزاء أخرى أمام لاس بالماس بعد اشتباك مثير للجدل، سُجل منها هدف الفوز. وفي مباراة فالنسيا ضد ألافيس، كشفت تقنية الفيديو عن تدخل غير قانوني داخل منطقة الجزاء؛ ما منح فالنسيا فرصة تسجيل هدف التعادل.
وفي مواجهات فياريال، كان للتقنية دور مباشر في تحويل نتيجة المباراة، منها هدف الفوز أمام سيلتا فيغو بعد ركلة جزاء احتُسبت عقب تدخل من الفيديو، بالإضافة إلى احتساب ركلة جزاء أمام جيرونا غيّرت من مجريات اللقاء. أما أوساسونا، فقد حصل على عدة ركلات جزاء بعد مراجعات، أبرزها أمام فياريال، وبوديمير هو من تولى التنفيذ في الحالتين.
وتابعت الصحيفة أن كل هذه القرارات مجتمعة أثّرت بشكل مباشر على ترتيب الأندية، سواء في مقدمة الجدول أو في قاعه. وبينما يرى البعض أن تقنية الفيديو ساهمت في ترسيخ العدالة وتقليل الأخطاء التحكيمية، يرى آخرون أنها زادت من الجدل، وأدخلت عناصر جديدة على اللعبة قد تُغير نتائج بطولات كاملة.
المصدر: الشرق الأوسط